قال: (وكذلك ما رآه قسطنطين من الصليب الذي رآه من نجوم، والصليب الذي رآه مرة أخرى وهو مما مثله الشياطين) أي: أن الشياطين مثلت لـقسطنطين ، وهذا لعله عندما جمعهم في مجمع نيقيا وأراد أن يختار ديناً، فقد جمع ألفاً وثلاثمائة من أحبارهم وأراد أن يجمعهم على عقيدة، وكما تعلمون اختلاف النصارى الشديد جداً، فـقسطنطين الملك يريد أن يدخل في دينهم لكنه رآهم مختلفين، فعندما اجتمعوا أراه الشيطان صليباً في السماء، فاعتقد أن هذا علامة من الله على الحق، وأن المسيح صلب، وعندما اجتمعوا كان أشد أعدائه الأريوسيون الذين قالوا: إن المسيح لم يصلب، وإنما هو عبد الله ورسوله، فهؤلاء أعرض عنهم وتركهم، مع أنهم كانوا أكثرية في المجمع، وأخذ بكلام الذين قالوا: إن المسيح هو ابن الله، وأنه صلب، فأخذ بهذا نتيجة هذا المنظر الذي رآه من الشيطان والعياذ بالله، فافتتن به، وفتن النصارى من بعده، وأصبحت فئة من النصارى وهي الملكانية على دين الملك، أي: على دين قسطنطين ، وتفرقوا شيعاً، وأكثر طائفة هي هذه التي على دين الملك.